View My Stats

Sabtu, 21 Januari 2012

(البلاغة القرآنية في آيات صفات المؤمنين)





 


الحمد لله الذي هدانا لهذا، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، وصلى الله على سيدنا رسول الله؛ الذي قال فأبلغ، وخاطب فأسمع، صلوات الله وسلامه عليه.
أما بعد.
فقد اخترت (البلاغة القرآنية في آيات صفات المؤمنين) موضوعاً لأطروحتي هذه، محاولةً أن أضع بين يدي محبي الفن البلاغي ما يخاطب الشعور من بلاغة القرآن الكريم، ماثلةً في صفات المؤمنين لتجلي جلال الإيمان، وروعة البيان.
ودراسة أي صفةٍ كانت، تعني استجلاء غموض الموصوف، أو مزيد الكشف عن جانبٍ من صفات كماله؛ مما يرغب في الوصول إليه، أو الاقتراب منه، أو محاكاته، وتمثُّل صفاته، أو غير ذلك.
ولقد كانت صفات المؤمنين في القرآن الكريم مما لا تخطئه العين، لما لها من علاقة وطيدة بالإيمان والعقيدة، وما يتعلق بها من توابع تشير إلى عمق الإيمان، وتورث الأجر الكريم، ورضا رب العالمين.
ولم أقف على دراسة بلاغية شاملة لآيات صفات المؤمنين، إلا بعض دراسات متفرقة لبعض الصفات في آيات تخللت بعض السور، أو في القرآن كله، ومع هذا فإن تلك الدراسات لم تكن متجهة إلى جمْع صفات المؤمنين في بحث واحد؛ لتبرز أهميتها، تبين ودورها البلاغي، لذلك توجهت بالعزم إلى البحث في هذا الموضوع – بعد التوكل على الله تعالى -.
ولقد احتوت خطة البحث على مقدمة، وتمهيد، وستة فصول، وخاتمة، وثبت المصادر والمراجع.
خطة البحث ومنهجه:
* أما المقدمة، فذكرت فيها أهمية هذا الموضوع، وسر اختياري له، كما أشرت فيها إلى خلو ساحة البحث من الدراسة في مثل هذا الموضوع.
التمهيد:
تناولت فيه التمهيد: معنى كلمة (المؤمنين) لغةً واصطلاحاً؛ وبينت مفهوم كلمة (الإيمان) في اللغة والاصطلاح، وذلك بالرجوع إلى معاجم اللغة، ومصادر العقيدة وكتب التفسير والحديث، ثم صفات المؤمنين: مفهومها وأنواعها، ثم منهج القرآن في وصف المؤمنين، وأما فصول الرسالة فهي على النحو الآتي:
الفصل الأول: اللفظة المفردة:
ويقسم إلى مبحثين:
الأول: الحروف والمفردات
1- الحروف: حروف المعاني – الصلة.
2- المفردات: أ - مادة الكلمة.      ب – الصيغة.       ج- الترادف.
الثاني: بلاغة اختيار الكلمة من حيث:
1 – جرس الكلمة.    2- ظلال الكلمة.    3- التذكير والتأنيث
4- التنكير والتعريف. 5- الإفراد والجمع.
الفصل الثاني: خصائص الجملة:
ودراسة الجملة في القرآن الكريم تقتضي تقسيمها إلى سبعة مباحث:
1- الخبر أنواعه وأغراضه البلاغية.
2- الذكر والحذف.
3- التعبير بالجملة الاسمية أو الفعلية.
4- التقييد والإطلاق.
5- التقديم والتأخير.
6- الإظهار والإضمار.
7- القصر.
الفصل الثالث: خصائص الجمل:
ويقسم إلى أربعة مباحث:
1-     الفصل والوصل.     2- الحال.    3- الإيجاز والإطناب.
4- صور إخراج الكلام على خلاف مقتضى الظاهر.
الفصل الرابع: صور البيان:
ويقسم إلى خمسة مباحث:
1- التشبيه.    2- المجاز العقلي.   3- المجاز المرسل.
4- الاستعارة. 5- الكناية والتعريض.
الفصل الخامس: فنون البديع:
ويقسم إلى ثلاثة مباحث:
1- البديع المعنوي.    2- البديع اللفظي.    3- الفاصلة القرآنية.
الفصل السادس: الخصائص الأسلوبية:
ويقسم إلى سبعة مباحث:
1- أثر التقابل في آيات صفات المؤمنين.
2- الموازنة بين المتشابه اللفظي.
3- الطول والقصر.
4- الفرق بين صفات المؤمنين في الآيات المكية والمدنية.
5- مناسبة الصفات لسياق السورة.
6- الصفات المثبتة، والصفات المنفية.
7- الصفات الضمنية للمؤمنين.
ثم خاتمة البحث: وفيها ذكرت خلاصة موجزة لهذه الدراسة، وأبرز ثمارها ونتائجها التي وفقني الله - تعالى - إلى استجلائها، والاهتداء إليها، ثم ختمت ذلك بعدة توصيات.
ثم أنهيت البحث بالفهارس العامة، وتشمل: فهرس الآيات الكريمة موضوع البحث، والشواهد عليها، وفهرس الأحاديث الشريفة، وفهرس الموضوعات البلاغية، وفهرس للأبيات الشعرية، وثبت المصادر والمراجع، ثم الفهارس العامة.
فهو المنهج الاستقرائي التحليلي كما تمثله هذه الخطة؛ التي تناولت فيها صفات المؤمنين من جوانب بلاغية متعددة؛ من حيث (حروف المعاني) وأثرها في أداء المعنى، ثم (مادة الكلمة)، والدقة في اختيارها للتعبير عن الصفة... إلخ.
كما اقتضت طبيعة البحث أن أقدم لكل موضوع بمقدمة أعرِّف فيها باللون البلاغي، ثم أستشهد لذلك ببعض آيات من صفات المؤمنين، وعند دراستها: أقدم لكل شاهدٍ منها بمختصر حول المعنى، ثم أُبين ارتباط آية الشاهد المباركة بسابقتها، أو ارتباطها بالسورة كلها.
وبعدئذِ أقوم بتحليل الغرض البلاغي المطلوب في المبحث، ومن ثمَّ  أستكمل دراسة الأسرار البلاغية التي وردت فيه؛ وإن لم تكن منطوية تحت المبحث البلاغي نفسه.
وهذا المنهج قد يدعو للقول بأن الألوان البلاغية ستتكرر، مما يؤدي إلى إطالة البحث فيما لا فائدة فيه، ولكن الواقع أن سر تكرار الشواهد البلاغية هو بيان لبعض أسرار تنوعها، وتعددها، واختلافها في كل موضوع.
هـ
 
والجدير بالذكر أني لم أخرج في التفسير، وبيان الأسرار البلاغية عن آراء علمائنا السابقين، بل كنت أستضيء بشعاع مما أشرقت به مؤلفاتهم وجهودهم، وما فهمي ورسالتي إلا فتات مما قدمته موائدهم، رحمهم الله جميعاً وغفر لهم.
وأما ما يتعلق بأصول كتابة الرسائل، فإن الآيات القرآنية وضعتها بين أقواس تدل عليها، وهي الأقواس المعروفة في المصاحف، كما أذكر اسم السورة، ورقم الآية، في متن البحث، ولا أكرر ذلك، إذا أعيدت الآية أو جزء منها في الموضع نفسه، بُعداً عن الإطالة؛ وما يخص الأحاديث الشريفة، فقد عُنيت بتخريج الأحاديث النبوية في الهامش.
وأما ما يتعلق بالنقول والإحالات؛ فقد أفدت كثيراً من المصادر والمراجع، وحرصت على عدم الإكثار من النقل المباشر، بل أشير إلى المواضع التي أفدت من القراءة مِنْها، وأما ما احتاج الموضوعُ إلى نقله من النصوص والأقوال، فإنه بمثابة شاهد على فكرة، فأضعه بين علامتي التنصيص الخاصة بذلك.
وفي أول ورود للمصدر أو المرجع؛ أذكر المعلومات المكتبية المتعارف عليها، ولا يتكرر ذلك عند تكرار ذلك الكتاب.
كما أني عنيت بالترجمة للأعلام إلاَّ المحدثين منهم.
أما ما يخص المعاجم، فأضيف إلى رقم الجزء والصفحة الباب والفصل.
وأخيراً، الله أسأل أن يعصمني من الزلل، والخطأ، والنسيان، وأن أتقوّل على كتاب الله ما لا يرضيه عني، وأن يمنح هذا البحث الرضا والقبول، والحمدلله على نعمة الإيمان والقرآن، وعلى أنْ هدانا لهذا، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله – سبحانه-.
وأشكر جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وكلية اللغة العربية بالرياض، ممثلة في أسرتها العلمية، وقسم البلاغة والنقد والأدب الإسلامي ممثلاً في رئيسه وأعضائه، والشكر موصول لسعادة المشرف السابق الأستاذ الدكتور إبراهيم داود على ملحوظاته السديدة.
ولا يفوتني أن أشكر سعادة الأستاذ الدكتور محمد بن سعد الدبل الذي أكمل مسيرة الإشراف، على هذا الجهد المتواضع، حيث أمدني بتوجيهاته القيمة، وملحوظاته النافعة.
وأشكر زوجي الكريم الذي كان لي نعم المعين بعد الله. وأشكر كل من ساعدني في تخطي عقبات هذه الرسالة.
ولعضوي لجنة المناقشة – جزاهما الله كل خير – الشكر لتفضلهما بالمناقشة، وتسديد الرسالة، وتقويم الخطأ، فما عملي إلاّ قصور بيِّن في أن أستشرف من سرائر بيان المولى U، وإن ذلك العجز هو عين اقتداري، فما لمسته من إعجاز القرآن الكريم وبيانه، إنْ هو إلاّ نور يسطع على القلب، فتهدأ به النفس، ولكن اللسان يعجز عن الإبانة، ومداد القلم يحار في التدوين.
كما أسأله -سبحانه- أن يجعل هذا العمل خالصاً لوجهه، وأن يكون زلفى أتقرّب بها إلى الله -تعالى-، وألاّ يحرم والديَّ الكريمين من أجره شيئاً، وأن يسطَّر ذلك في صحائف أعمالهما، إن الله على كل شيء قدير.
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
الباحثة





تمهيد



أ- المؤمنون: لغة واصطلاحاً.
ب- صفات المؤمنين: مفهومها وأنواعها.
ج- منهج القرآن الكريم في وصف المؤمنين.





تمهيد
اسم المؤمن يطلق ويراد به أمران:
الأول: أنه اسم من أسماء الله – تعالى-، قال عز من قائل: â uqèd ª!$# Ï%©!$# Iw tm»s9Î) žwÎ) uqèd à7Î=yJø9$# â¨rà)ø9$# ãN»n=¡¡9$# ß`ÏB÷sßJø9$# ÚÆÏJøygßJø9$# âƒÍyèø9$# â$¬6yfø9$# çŽÉi9x6tGßJø9$# 4á [الحشر: 23]، فينصرف معناه إلى الأمن بمعنى سكون القلب([1])، وهو ضد الخوف([2])، ويكون اسم فاعل من (آمن) الرباعي، المتعدي بالهمزة كما في قوله - تعالى-: â NßgoYtB#uäur ô`ÏiB ¤$öqyz ÇÍÈ á [قريش: 4]، إذ  الثلاثي منه لازم، واسم الفاعل منه: (آمِن).
الثاني: بمعنى المُصدِّق، فهو من آمن يؤمن إيماناً: بمعنى صدَّق، والأصل فيه: الأمن، بمعنى أمِن كذب من أخبره، وعليه قوله – تعالى-: â !$tBur |MRr& 9`ÏB÷sßJÎ/ $uZ©9  á[يوسف: 17]. أي بمصدقٍ([3])، فكل من آمن بشيء فهو مصدق به.
ويجدر هنا التنبيه إلى أن الإيمان لا يطابق التصديق في المعنى، إذ الترادف بينهما لا يمنع من انفراد الإيمان بمعنى زائد على معنى التصديق، وذلك من
وجوه(
[4]):
الأول: أن لفظ التصديق يرد عند الإخبار عن مشاهدة أو غيبٍ؛ فمن قال: السماء فوقنا، يقال له: صدق، وصدقْناه، وأما لفظ الإيمان، فقلما يرد في الخبر عن المشاهد؛ إذ تتضمن دلالته معنى الثقة القائمة على أمن كذب المخبر من جهة، ومعنى الأمانة، والائتمان من جهةٍ أخرى.
الثاني: أن لفظ التصديق في اللغة يقابل بالتكذيب، أما الإيمان فيقابل غالباً بالكفر، والكفر لا يطابق التكذيب، بل فيه معنى عدم الانقياد، ولو صرح بلسانه أنه يعلم صدق المخبر، وامتنع من الانقياد لكان كافراً، وقد يعْرف الحق بقلبه من كفرت جوارحه بالامتناع عن القبول والطاعة والانقياد.
الثالث: اختلافهما من جهة التعدي واللزوم، والحروف المتعلقة مع مجرورها بكل منهما، فلفظ صدَّق يتعدى بنفسه وبالباء، خلافاً لآمن؛ فإنه لو تعدَّى بنفسه تغير معناه، فيقال آمنه: ضد أخافه، وإنما يتعدى آمن بالباء واللام، فيقال: آمن به، وآمن له.
وأما معنى الإيمان، ومعنى المؤمن في الشرع: فيذهب أهل السنة والجماعة([5]) إلى أن الإيمان هو التصديق بالقلب، والإقرار باللسان والعمل بالجوارح([6]).
واسم الإيمان يستعمل مطلقاً، ويستعمل مقيداً، فإذا استعمل مطلقاً دخل فيه جميع ما يحبه الله – تعالى- من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة.
ويدخل فيه ما قد يسمى مقاماً وحالاً، مثل الصبر والشكر والخوف والرجاء وغير ذلك([7])، ومما يدل على ذلك قوله r: (الإيمان بضع وسبعون شعبة، فأفضلها: قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق)([8])، وفي رواية أخرى: (الإيمان بضع وستون شعبة، والحياء شعبة من الإيمان)([9]). وقال r: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)([10]).
ويذهب أهل السنة والجماعة إلى أن الإيمان يزيد بالعمل الصالح، وينقص بالمعصية، ولا يلزم من انتفاء بعضه زواله بالكلية.
وهنا تجدر الإشارة إلى أن الإيمان الذي يُتفاضل فيه؛ هو الإيمان الكامل، أما الإيمان الواجب، فلا ينتقض إلا بجحود ما يحصل الإيمان به ابتداءً([11])، وكلما زاد الإيمان في القلب ظهر أثره في الأعمال الظاهرة والباطنة؛ قال r: (ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب)([12])، فإذا صدَّق العمل ما في القلب نما ذلك الإيمان، ودفع صاحبه إلى زيادة العمل، وإذا امتنع عن العمل وتهذيب النفس نكت في قلبه نكتة سوداء، حتى يغطي قلبه بالمعاصي فينتقض إيمانه، قال تعالى: â žxx. ( 2ö@t/ tb#u 4n?tã NÍkÍ5qè=è% $¨B (#qçR%x. tbqç6Å¡õ3tƒ  á [المطففين: 14]، فدلت الآية على أن للعمل أثراً في القلب، كما أنَّ القلب هو أساس الإقدام على العمل.
(( فأصل الإيمان في القلب، وهو قول القلب وعمله، وهو إقرار بالتصديق والحب والانقياد، وما كان في القلب لا بد أن يظهر موجبه ومقتضاه على الجوارح، وإذا لم يعمل بموجبه ومقتضاه دل على عدمه أو ضعفه، ولهذا كانت الأعمال الظاهرة في موجب إيمان القلب ومقتضاه، وهي تصديق لما في القلب ودليل عليه وشاهد له))([13]).
أما إذا استعمل اسم الإيمان مقيداً، مقروناً بالعمل الصالح، أو بالأعمال الظاهرة؛ فإن ذلك العطف، وإن اقتضى التغاير، إلا أنه لا يشترط فيه أن يكون التغاير على جهة التباين التام، بل من الممكن أن يكون بين المتعاطفين تلازم، كما في قوله – تعالى-: â (#qãèÏÛr&ur ©!$# (#qãèÏÛr&ur tAqߧ9$# á [المائدة: 92]، أو أن يكون من باب عطف بعض الشيء عليه ـ كما في قوله – تعالى-: â (#qÝàÏÿ»ym n?tã ÏNºuqn=¢Á9$# Ío4qn=¢Á9$#ur 4sÜóâqø9$# á [البقرة: 238]، والعطف في قوله – تعالى-: â šúïÏ%©!$#ur (#qãZtB#uä (#qè=ÏJtãur ÏM»ysÎ=»¢Á9$# á [البقرة: 82]، ونحوها من هذا القبيل، والتلازم قائم بين التصديق بالقلب، والإقرار باللسان، والعمل بالجوارح، إذ كما لا يتم قبول العمل بدون التصديق في القلب؛ لا يتصور قبول التصديق المجرد من العمل، هذا في حال اقتران الإيمان بالأعمال الظاهرة لفظاً، واختصاص الإيمان بما في القلب معنى، إذ دلالة الاسم قد تتنوع بالإفراد والاقتران، كلفظ الكفر والنفاق؛ فإن الكفر إذا أفرد يتناول النفاق، وإذا جمع بينهما كانا صنفين، كما في قوله – تعالى-: â ¨bÎ) ©!$# ßìÏB%y` tûüÉ)Ïÿ»uZßJø9$# tûï̍Ïÿ»s3ø9$#ur Îû tL©èygy_ $·èŠÏHsd á [النساء: 140]، أما في حال بقاء الإيمان في الآية على معناه الشرعي، فيتوجه العطف بأنه من قبيل عطف بعض الشيء عليه، إذ الإيمان هو اجتماع التصديق بالقلب، والإقرار باللسان، والعمل بالجوارح، ومن هنا يتبين ما بينهما من عموم وخصوص ظاهر، ويتنوع العطف من قبيل عطف الخاص على العام.
فهو من أسلم يُسلم إسلاماً؛ بمعنى: انقاد، وأصله من السَّلَم، وهو البراءة، فأسلم به: برَّأ نفسه له من أي شيء، والقلب سليمٌ: بريء من الكفر([14])، وكما يرد الإسلام على الانقياد والاستسلام؛ فإنه يأتي أيضاً على إخلاص ذلك وإفراده، كقوله – تعالى-: â z>uŽŸÑ ª!$# WxsWtB Wxã_§ ÏmŠÏù âä!%x.uŽà° tbqÝ¡Å3»t±tFãB Wxã_uur $VJn=y @@ã_tÏj9 ö@yd Èb$tƒÈqtFó¡o ¸xsWtB 4 ßôJptø:$# ¬! 4 ö@t/ ÷LèeçŽsYø.r& Ÿw tbqßJn=ôètƒ á [الزمر: 29].
والإسلام في الشرع: يطلق على أمرين:
أحدهما، الدين المشترك: وهو عبادة الله وحده لا شريك له، الذي بعث به جميع الأنبياء، كما دلت على اتحاد دينهم نصوص الكتاب والسنة، كما في قوله – تعالى-: â ¨bÎ) šúïÏe$!$# yYÏã «!$# ÞO»n=óM}$# 3 á [آل عمران: 19]، وقوله – تعالى- في شأن إبراهيم u: â øŒÎ) tA$s% ¼ã&s! ÿ¼çmš/u öNÎ=ór& ( tA$s% àMôJn=ór& Éb>tÏ9 tûüÏJn=»yèø9$# ÇÊÌÊÈ 4Óœ»urur !$pkÍ5 ÞO¿Ïdºtö/Î) ÏmÏ^t/ Ü>qà)÷ètƒur ¢ÓÍ_t6»tƒ ¨bÎ) ©!$# 4s"sÜô¹$# ãNä3s9 tûïÏe$!$# Ÿxsù £`è?qßJs? žwÎ) OçFRr&ur tbqßJÎ=ó¡B ÇÊÌËÈ á [البقرة: 131، 132].
والثاني: ما اختص به محمد r من الدين والشرعة والمنهاج، وعنوانه النطق بالشهادتين، أو ما يقوم مقامهما([15])، فله مرتبتان:
الأولى: الظاهر من القول والعمل، وهي المباني الخمس.
الثانية: أن يكون ذلك الظاهر مطابقاً للباطن([16])، فعندها يتوافق معنى الإسلام مع معنى الإيمان، ولا بد من التنبيه إلى أن أحكام الدنيا يكفي فيها تحقيق الالتزام الظاهر؛ لأنه لا سلطان لأحد غير الله – تعالى- على البواطن([17])، ومن هذا يظهر الفرق بين الإيمان والإسلام في أن الإسلام، والذي يعني تطبيق الأحكام ظاهراً، لا يكفي وحده لتحقيق النجاة في الآخرة، إذا لم يكن مقروناً بالإيمان، مع العلم بأنه مطلوب لتحقيق النجاة في الآخرة لقوله – تعالى-: â `tBur Æ÷tGö;tƒ uŽöxî ÄN»n=óM}$# $YYƒÏŠ `n=sù Ÿ@t6ø)ムçm÷YÏB uqèdur Îû ÍotÅzFy$# z`ÏB z`ƒÌÅ¡»yø9$# á [آل عمران: 85].

مفهومها: تدرك الأفهام أن الصفة هي الخاصية التي تميز الشيء عن غيره، سواء أكان ذلك الشيء فرداً من أفراد جنس معين، أو كان من جنسٍ آخر، فالصفة تفرد الشيء عن غيره من أفراد جنسه، كما تفصله عن غيره من الجنس الآخر بعامة، ومع ذلك يحسن تأصيل مفهوم الصفة بالرجوع الى معاجم اللغة، فنجدها تقول: وصفت الشيء وصفاً له أو عليه، وصفاً وصفةً، بمعنى حلاّه، ويقال: تواصفوا الشيء إذا وصف الشيء بعضهم لبعض، استوصفه الشيء: أراده أن يصفه له، واتصف بالشيء صار صفةً له، ولقد استعملت المادة أيضاً في البيع بالمواصلة، فقالوا: إذا باعه على الصفة لزمه البيع. وفي حديث عمر t: (لا تلبسوا نساءكم الكتان أو القباطي إلاَّ يشف فإنه يصف)([18])، أي يصف كما يصف الرجل سلعته، كما أطلقت المادة على الخادم والخادمة، فقيل: وصيف، ووصيفة، وذلك لأنهم كانوا يصفون الغلام والجارية عند البيع إظهاراً لمحاسنها؛ فيقولون وصيف بيَّن الوصافة. ومن استعمالاتها كذلك استوصف الطبيب: إذا طلب المريض من الطبيب أن يصف له العلاج المناسب([19]).
ومن هذه الاستعمالات ندرك أن الصفة خاصة في الشيء، تجعله واضحاً متميزاً عن غيره، سواءً أكان إنساناً، أم أمراً من الأمور التي يحتاج إليها الإنسان في حياته، كالبيع بالمواصفة، والدواء والوصيف الذي يقوم على خدمته. هذا هو مفهوم الصفة.
ويرتبط لفظ الصفة بلفظ آخر هو (الوصف)، ولا يخفى أن الوصف مصدر، والمصادر كما يعرف أهل العلم أسماء معانٍ، أي تدل على معانٍ مجردة.
فالصفة مشتقة من الوصف، والوصف معنى لا يتلبس بالذوات بخلاف الصفة؛ فإنها لا تكون إلا متصلة بذات تميزها عن غيرها، وقد يتجوز البلغاء فيخبرون بأسماء المعاني عن الذوات، كقولهم: محمد عدل، وخالد ذكاء، وشيخ الإسلام ابن تيمية عِلْم، وما إلى ذلك، ومن هنا يتحول الوصف إلى صفة.
هذا وقد يستعمل الوصف بمعنى الصفة، وهذا ما بينه ابن النقيب([20]) حيث قال: ((أصله الكشف والإظهار، من قولهم: وصف الثوب الجسم: إذا لم يستره، ونمَّ
عليه
))([21])، ولعله في هذا يقتفي قـول ابن رشيق([22]) حيث يقول: ((وأحسن الوصف ما نعت به الشيء حتى يكاد يمثله عياناً للسامع))([23]).
والذي أُريد أن ألفت إليه هنا، أن ما أقصد إليه من الحديث عن صفات المؤمنين هو ما يعبر عن صفة يتصفون بها، وتميزهم عن سواهم، وقد يكون ذلك في صورة اسم مشتق كقائم وساجد، أو في صورة فعل مثل يقيمون الصلاة، ويؤتون الزكاة، وقد تكون غير ذلك مما يؤدي هذا المعنى المقصود.
تبين في التمهيد (موضوع: المؤمنون لغة واصطلاحاً) القول الراجح في معنى الإيمان شرعاً، كما اتضح الخلاف في دخول الأعمال في مسمى الإيمان، وقد تقرر مما سبق أن الإيمان قول وعمل واعتقاد، وهذا يستلزم تقسيم صفات المؤمنين إلى صفاتٍ ظاهرةٍ، وصفاتٍ باطنة.
ونلحظ أن تقسيم صفات المؤمنين يتطلب بيانه اعتبارات مختلفة، ومن الممكن حصرها على النحو التالي:
     وقد فُصِّل فيه القول في التمهيد، وخلاصته أن الأعمال الظاهرة من أقوال وأفعال هي ثمرات للأعمال القلبية الباطنة، وكلها داخل في مسمى الإيمان، وبهذا يحصل التلازم في شعب الإيمان عند القوة تلازماً لا يتأتى عند الضعف، فإذا قوي ما في القلب من اليقين والمحبة والمعرفة أوجب ذلك بغض أعداء الله- تعالى-([24]).  
ومن جهة أخرى يوجب زيادة ما في القلب الإقبال على الأعمال الظاهرة؛ سواء في العبادات أو المعاملات، قال- تعالى-: â $yJ¯RÎ) šcqãZÏB÷sßJø9$# tûïÏ%©!$# #sŒÎ) tÏ.èŒ ª!$# ôMn=Å_ur öNåkæ5qè=è% #sŒÎ)ur ôMuÎ=è? öNÍköŽn=tã ¼çmçG»tƒ#uä öNåkøEyŠ#y $YZ»yJƒÎ) 4n?tãur óOÎgÎn/u tbqè=©.uqtGtƒ ÇËÈ šúïÏ%©!$# šcqßJÉ)ムno4qn=¢Á9$# $£JÏBur öNßg»uZø%yu tbqà)ÏÿZムÇÌÈ y7Í´¯»s9'ré& ãNèd tbqãZÏB÷sßJø9$# $y)ym 4 öNçl°; ìM»y_uyŠ yYÏã óOÎgÎn/u ×otÏÿøótBur ×-øÍur ÒOƒÌŸ2 ÇÍÈ á [الأنفال: 2-4]؛ فهذه الآية تدل على أن من صفات المؤمنين ما هو قلبي باطني، كالوجل، ومنها ما هو ظاهر معتمد على ما في القلب، كالصلاة والإنفاق، ومنها ما هو جامع بين الأمرين، كالتوكل، فهو عمل من أعمال القلوب، وفي الوقت ذاته لا يصدق على الفرد إلا إذا عمل بمقتضاه من السعي والتفويض([25]).
هي الصفات الدائمة اللازمة التي لا تنفك عن الموصوف بما له من الأحوال، كالصدق واليقين والإخلاص وما شاكلها. وهذه الصفات لازمة، لا يخلو منها المؤمن، أبداً، وإنما تزداد وتنقص باختلاف الأحوال.
فهي صفات عارضة يقوم بها الموصوف من حينٍ لآخر، كالصلاة، والإنفاق، والدعاء ونحوها.


آيات صفات المؤمنين سارت على منهج البحث البلاغي المتعارف عليه، والذي حدد طريقه الإمام عبد القاهر الجرجاني([26])، وإن وصف القرآن الكريم بكونه (أحسن الحديث) يشير إلى أن بلاغته، لا تنحصر في تناسب معانيه؛ بل إنها ممتدة لتشمل كل ألوان البلاغة المتعارف عليها، مما حتم أن يكون منهج دراسته يشمل مبانيه وألفاظه، وترتيب أصواته ومقاطعه، فجاءت تلك الصفات في حديثٍ يروق الأسماع ويبعث اللذة في النفوس.
ويمكن تلخيص منهج القرآن الكريم في وصف المؤمنين في ثلاثة أوجه كبرى، هي: توافق معانيه، وتناسب ألفاظه، وتتابع جرسه. وكل عنصرٍ من هذه العناصر متضمناً فيضاً من الوسائل المستمدة من الألوان البلاغية، ولا أستطيع – ولا أحد كذلك - أن يدعي إحاطته بمنهج القرآن الكريم، ولكن أقدم ما استطعت أن أصل إليه، بعد أن أنهيت دراستي المتواضعة لآيات صفات المؤمنين:
1-   من منهج القرآن الكريم المتميز والمتفرّد في وصف المؤمنين، وضوح الخصائص الصوتية، لما لها من قدرة على تصوير الصفة ومعانيها بكل ما في الحروف المكونة لها من صفات، تشمل صفاتها ومخارجها ودلائلها الصوتبة.
2-    حاز الجمال الصوتي للقرآن الكريم على البلاغة، وأخذ بجانب كبيرٍ منها، مما لا يتأتى في جمال أصوات الأراجيز والأشعار المقفاة، فقد تميز بهذه الخاصية على كل كلام بليغ، مستمداً كل ذلك من اتساق كلماته، وائتلاف حركاته وسكناته ومداته وغناته واتصالاته، ووصل كلماته وفصلها، فمن ذلك التناوب بين أصوات أواخر الكلمات (الصفات) بالياء والنون، أو بالواو والنون، للتعبير عن المؤمنين، ثم بالألف والتاء للتعبير عن صفات المؤمنات، مما جعل الصفة تبرز لنا المؤمنين وقد تلبسوا بها حقيقة، فكما ظهر جمال الأقوال، اتضح صدق الأفعال.
3-   التصوير بالكلمة المفردة: جاءت أوصاف المؤمنين كلها مختارة لتحتل مكانها في الآية، بحيث لا يغني فيه سواها، ولتنهض بدورها في تأدية معنى الوصف على أكمل وجه، فكانت الصفة كالدعامة للبناء، هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإنها شديدة الامتزاج بجاراتها مما أدى إلى إبراز جمال الصفة بكل تماسك وصلابة.
4-   ومن منهجه الرائع: أسلوب التوكيد، حيث التعبير بالماضي بدل المستقبل، وبضمير الفصل، وبالتقديم والتأخير.
5-   التصوير بالتشبيه: ومما يرجع إليه جانب كبير من سر تأثير التشبيه، أنه أبرز في صورة قوية مقررة في النفوس.
6-   هناك بعض الألفاظ استعيرت من معناها الأصلي، واستعملت في تصوير معنى آخر؛ لتبرزه في صورة حسية ليكون ذلك أبلغ في تصوير المعنى.
7-   ثم التصوير بالمجاز: لما له من القدرة على التصوير بالتخييل، الذي يشخص الصفات وكأنها حياة نابضة، ومن هنا أخذ هذا الأسلوب طريقه في التأثير، شأن غيره من الأساليب المصورة.
8-   التصوير بالكناية: فله القدرة على إبراز المعاني مؤكدة، لأنه يجلَِّي الحُكم بالصفة مصحوباً بدليله، وذلك أبلغ في تأدية المعنى وتثبيته في النفس.
9-   اختلاف التعبير بالجملة الاسمية لما يدل على ثبوت الصفة ودوامها، والجملة الفعلية فيما يدل على التجدد والاستمرار، فلكل من ذلك موضعه.
10-        وقد يستخدم أسلوب الفصل والوصل إذا تطلب المقام الجمع بين الصفات، ثم تركه إذا كان الفصل هو الأنسب.
11-        ومن عوامل الإثارة والتشويق إلى تلك الصفات الجليلة التعبير بأسلوب الالتفات الذي يجدد نشاط السامع وانتباهه.
12-        وكذلك أخذت صفات المؤمنين حظها من وسائل التشويق والإثارة والتنبيه، ويتصل بذلك التفصيل في صفات المؤمنين، ثم الإجمال والبيان بعد الإبهام.
13-        وسمة أخرى للتعبير القرآني وهو ذلك التشاكل الواقع بين الحروف في أواخر الآي، وهو ما يعرف بالفواصل التي تمد المعنى بجرسٍ متميزٍ آسرٍ خلاَّب، بجانب أدائه لوظيفته المعنوية، ومما يدل على ذلك الانتقال من فاصلة إلى أخرى، ولا يتغير جمال الصوت ومساره.
14-        ولا يخفى ما في منهجه الكريم من الحرص على إبراز جانب الوجدان، ويتضح ذلك في تعقيبات نهاية كل آية، بذكر صفة تجمل ما تم تفصيله بصفةٍ تناسب الموقف، وتلهب حماس المؤمنين كما في سورة البقرة، قوله- تعالى-:
â وأُولَئِكَ هُمُ المُفْلِحُون á [من الآية: 5].
15-        ومن بلاغة منهج القرآن العظيمة، أنه اتُّخِذت القصة القرآنية أسلوباً مميزاً مصوراً للمؤمنين وصفاتهم، من خلال أحداث تلك القصص. فهي مرتبطة بالغرض الذي سيقت من أجله، وهو الغرض الديني، مما يجعل صفات المؤمنين تبدو بصورة واضحة.
16-        وللقرآن الكريم منهج في مخاطبة العقول والقلوب، فإن كان جانب من الشواهد الإيمانية، هي للرجال جماعات وأفراداً، فإن هناك جانباً آخر يظهر أهمية النساء في الإسلام، ويبين أنهن شقائق الرجال في الصفات، كما هن في الأحكام؛ لأن الدين عقيدة تمس قلب المرأة كما تمس قلب الرجل.
17-        ومنهج القرآن الكريم – كذلك – تفرد في وضع الصفات، ونظمها بين الكلام، ومما يثير الانتباه إحكام وضع الصفات في كل آية، ومن ثَمَّ إحكام سردها في السورة، حتى بلغت من جودة السبك، وبراعة التأليف مبلغاً عظيماً، وهو ما يعرف بعلم المناسبة، وفيه نتبين أوجه الترابط والتناسب بين الصفات وبين الآية التي وردت فيها، وبينها وبين السورة كلها، وفي بعض الآيات أجدها وثيقة الصلة بآخر السورة التي سبقتها، بل هي مرتبطة بها، حتى وكأنها امتداد لها.
18-        ومن منهج القرآن الكريم في اختيار الصفات، أنها من واقع اللغة العربية التي تعارفها العرب، وزاد بأن استعمل بعضها في معاني غير ما يعرفون، مثل (الصلاة، والحج) وغيرهما من الألفاظ التي استعملت بمعانٍ شرعية لم تكن معروفة من قبل، فإنها في القرآن الكريم أصبحت تدل على الصلاة المعروفة، بل وأشاد بفاعليها، وهي لم تكن كذلك من قبل.
19-        ومن أهم خصائص منهج القرآن الكريم، أنها جاءت مستلزمةً لمعرفة علوم القرآن وبلاغته، وخصائصه الأسلوبية، ويستلزم إلى جانب ذلك قدرة خاصة على التذوق والتحليل.



([1]) ينظر: معجم مقاييس اللغة (1/133) لأبي الحسين أحمد بن فارس بن زكريا، ت /عبد السلام محمد هارون، ط دار الجيل- بيروت.
([2]) ينظر: لسان العرب (13/21 ) لأبي الفضل جمال الدين بن منظور (باب الهمزة فصل النون)، دار الفكر، بدون تاريخ طبعة.
([3]) ينظر: معجم مقاييس اللغة (1/135)، ولسان العرب (13/23) (باب الصاد فصل القاف).
([4]) ينظر: مجموع الفتاوى لابن تيمية (7/290، 529)، ط6، جامعة الإمام.
([5]) ينظر: المصدر ذاته (7/170)، والمفردات في غريب القرآن (ص 26)، لأبي القاسم الحسين بن محمد المعروف بالراغب الأصفهاني، تحقيق محمد سيد الكيلاني، دار المعرفة، بيروت- لبنان، وعمدة القاري شرح صحيح البخاري (1/165)، للشيخ بدر الدين أبي محمد محمود ابن أحمد  العيني، إشراف ومراجعة: صدقي جميل العطار، ط1، دار الفكر (1418هـ/1998م)، وجامع العلوم والحكم شرح خمسين حديثاً من جوامع الكلم (1/29)، لابن رجب الحنبلي، تحقيق/ شعيب الأرنؤوط، مصر، مصطفى البابي الحلبي، ط4، 1393هـ.
([6]) وقد وقع النزاع في دخول الأعمال في مسمى الإيمان بين المرجئة وأصحاب أبي حنيفة، كما ذهب أبو منصور الماتريدي إلى أن الإقرار ركن زائد ليس بأصلي، أما الكرامية فجعلوا الإيمان هو الإقرار باللسان فقط، وذهب الجهم بن صفوان إلى أن الإيمان هو المعرفة بالقلب، ويظهر فساد القولين الأخيرين بفساد لوازمهما، فبالأول يكون المنافقون كاملي الإيمان، وبالثاني يلزم إيمان أبي طالب ونحوهم ممن عرف الله تعالى وأحجم عن الانقياد. ينظر شرح العقيدة الطحاوية (2/459)، للقاضي علي بن علي بن أبي العز الدمشقي، تحقيق الدكتور: عبد الله التركي، وشعيب الأرنؤوط، بيروت، مؤسسة الرسالة، ط8، 1416هـ، وشرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (4/830-851)، لهبة الله بن الحسن بن منصور الطبري اللالكائي، تحقيق الدكتور أحمد سعد حمدان الغامدي، الرياض - دار طيبة - ط2، 1411هـ، والإيمان ومعالمه وسننه واستكماله ودرجاته (ص 53-66)، للإمام أبي عبيد القاسم سلاَّم، تحقيق ناصر الألباني، الرسالة الثانية، ضمن مجموعة كنوز السنة، دار الأرقم بالكويت، بدون طبعة.
([7]) ينظر: مجموع الفتاوى (7/642).
([8]) رواه مسلم في صحيحه، صحيح مسلم، لمسلم بن الحجاج النيسابوري، دار المغني، الرياض، 1419هـ-1998م، كتاب الإيمان، باب بيان عدد شعب الإيمان وأفضلها....، ص (39) حديث رقم (58).
([9]) صحيح البخاري، لمحمد بن إسماعيل البخاري، بيت الأفكار الدولية، الرياض 1419هـ-1998م، كتاب الإيمان، باب أمور الإيمان، ص 25، حديث رقم (9)، وصحيح مسلم، كتاب الإيمان، باب بيان عدد شعب الإيمان...، ص (39)، حديث رقم (57).
([10]) رواه البخاري في صحيحه، كتاب الإيمان، باب من الإيمان أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه، ص(26)، حديث رقم (13).
([11]) ينظر شرح العقيدة الطحاوية (2/458).
([12]) رواه البخاري في صحيحه، كتاب الإيمان، باب فضل من استبرأ لدينه، ص (34)، حديث رقم (52).
([13]) مجموع الفتاوي (7/644 )، وينظر شرح العقيدة الطحاوية (2/484)
([14]) لسان العرب (12/295)، (باب الميم، فصل السين).
([15]) مما يدل على ذلك ما رواه عبد الله بن عمر قال: بعث النبي r خالداً بن الوليد t إلى بني جذيمة، فدعاهم إلى الإسلام؛ فلم يحسنوا أن يقولوا أسلمنا، فجعلوا يقولون: صبأنا صبأنا، فجعل خالد يقتل فيهم ويأسر، ودفع إلى كل رجل منا أسيره، حتى إذا كان يوم، أمر خالد أن يقتل كل رجلٍ منا أسيره، فقلت: والله لا أقتل أسيري، ولا يقتل رجل من أصحابي أسيره، حتى قدمنا على النبي r فذكرناه، فرفع النبي r يديه فقال: (اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد). رواه البخاري في صحيحه، كتاب المغازي، باب بعث النبي e خالد بن الوليد إلى بني جذيمة، ص (819)، حديث رقم (4339). ووجه دلالة الحديث تحريم دمهم بقولهم: صبأنا صبأنا، وهي تقوم مقام النطق بالشهادتين، فهذا دليل على ثبوت وصف الإسلام لهم بهذه الكلمة.
([16]) ينظر: مجموع الفتاوى (7/636).
([17]) ضوابط التكفير، د.عبدالله القرني (ص 60)، دارعالم الفوائد، مكة المكرمة، 1420هـ. وقد ثبت من الهامش (في الصفحة السابقة) كيف أنه ثبت لبني جذيمة ما للمسلمين من حرمة الدم بمجرد الالتزام الظاهر بالكلمة، ويعني هذا قول رسول الله r لأسامة بن زيد، بعد ما قتل رجلاً من جهينة، قال: لا إله إلا الله: أقال لا إله إلا الله وقتلته؟)، فقال أسامة: يا رسول الله إنما قالها خوفاً من السلاح. قال: (أفلا شققت عن قلبه حتى تعلم أقالها أم لا...) أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الإيمان، باب تحريم قتل الكافر بعد قوله: لا إله إلا الله، ص (62)، رقم (158).
([18]) رواه بنحوه في المصنف(5/ص164)، لعبد الرزاق بن همام الصنعاني ، تحقيق: حبيب الرحمن الأعظمي، المكتب الإسلامي، بيروت، ط1، 1391هـ. باب الحملان على الضعيف والسفر قطعة من العذاب.
([19]) ينظر: معجم مقاييس اللغة (6/115)، وبصائر ذوي التمييز (5/223، 224) لمجد الدين محمد بن يعقوب الفيروز آبادي، ت: محمد علي النجار، المكتبة العلمية، بيروت- لبنان، ولسان العرب (9/356، 357) (باب الفاء، فصل الواو).
([20]) أبو عبد الله محمد بن سليمان بن الحسن بن الحسين؛ العلامة جمال الدين البلخي الأصل، الحنفي، الشهير بابن النقيب، إمام، قاضٍ، زاهد، ومفسر كبير  القدر. توفي (سنة 642هـ). ينظر شذرات الذهب (5/216)، للمؤرخ أبي الفلاح عبد الحي بن العماد الحنبلي، دار الكتب العلمية، بيروت- لبنان، بدون تاريخ طبعة.
([21]) مقدمة تفسير ابن النقيب في علم البيان والمعاني والبديع وإعجاز القرآن، ص (393) للإمام أبي عبد الله جمال الدين محمد بن سليمان البلخي المقدسي الشهير بابن النقيب، تعليق الحواشي د. زكريا سعيد علي، ط1، 1415هـ- 1995م، الناشر مكتبة الخانجي بالقاهرة.
([22]) الحسن بن رشيق القيرواني، الفاضل الأديب، من أهل مدينة تعرف بالمحمدية من مدن إفريقية، رحل إلى القيروان، توفي سنة (450هـ). ينظر: إنْباه الرواة على أنباه النحاة،
(1/338)، لجمال الدين أبي الحسن القفطي، ت: محمد أبو الفضل إبراهيم، دار الفكر العربي بالقاهرة، ط1، 1406هـ-1986م
.
([23]) العمدة في محاسن الشعر وآدابه ونقده (2/294)، لأبي الحسن بن رشيق القيرواني، تحقيق: محمد محيي الدين  عبد الحميد، ، دار الجيل، بيروت – لبنان، ط4، 1972م.
([24]) ينظر: مجموع الفتاوى لابن تيمية (7/450).
([25]) ينظر: مجموع الفتاوى (7/522).
([26]) عبد القاهر بن عبد الرحمن الجرجاني، من كبار علماء العربية والبيان، أخذ النحو عن ابن أُخت أبي علي الفارسي، من مؤلفاته: (المغني في شرح الإيضاح)، و(إعجاز القرآن الكبير والصغير)، توفي (سنة 471هـ). ينظر: إنباه الرواة (2/188)، وينظر: بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة (2/106)، لجلال الدين السيوطي. تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، المكتبة العصرية، صيدا- بيروت، بدون طبعة.

Tidak ada komentar: